أثارت المطربة الكبيرة أنغام ضجة كبيرة عندما كانت ضيفة على برنامج AB Talks مع المذيع الإماراتي أنس بوخش. في هذا الحوار الصادق والمؤثر، تمكنت أنغام من الكشف عن جوانب جديدة من شخصيتها تجعلها تبدو أكثر إنسانية وقربًا من الجمهور.
ظهور أنغام في الحلقة كان مفاجئًا ومؤثرًا في نفس الوقت، حيث غيرت صورتها العامة بشكل جذري. تخلّت عن الصورة الجامدة التي عُرِفت بها على مدى أكثر من ربع قرن، وكشفت عن جوانب طفولية مؤلمة شكّلتها كشخص وفنانة.
عادة إلى الطفولة، كشفت أنغام عن تجربتها مع التعنيف النفسي وصراع والدتها مع العنف الجسدي والنفسي، مما أثّر بشكل كبير على شخصيتها وسلوكياتها. هذه التجارب الصعبة أعطت للجمهور نظرة أكثر تعاطفًا تجاهها وفهمًا للأسباب وراء بعض تصرفاتها.
لم يتوقف الحديث عند هذا الحد، بل انتقلت أنغام إلى التحدث عن تجربتها مع مرض الاكتئاب الذي مرت به لسنوات عديدة. أشارت إلى أنها كانت تختبئ وراء قناع من القوة والسعادة في معظم حواراتها السابقة، دون أن تتحدث عن معاناتها الحقيقية.
تصاحب المقابلة بوخش، الإعلامي الذي أعاد تعريف معايير الحوار الإعلامي، حيث يعتمد على الصدق والشفافية بدلاً من البحث عن الترند والشو. يظهر بوخش كجسر بين الضيوف والجمهور، ما يجعلهم يتحدثون بصدق ويكشفون جوانبهم الإنسانية.
هذا الحوار تجلى فيه التعامل الإنساني بين بوخش وأنغام، وعُرِضت جوانب مظلمة ومؤلمة من حياة النجوم، مما يذكّرنا بأن خلف كل نجم هناك قصة شخصية، وأن المساهمة في رسم هذه القصة هي مسؤولية نقاد ومعجبين على حد سواء.
تعد هذه المقابلة درسًا جديدًا في الحوار الإعلامي، حيث يتم التركيز على الصدق والصراحة بدلاً من الفقاعات. ومن خلال مشاركة أنغام قصتها بكل شفافية وبوخش الذي تمكن من خلق بيئة آمنة للحوار، تم تقديم درس عميق في فهم الإنسان ورؤيته وراء الأضواء.
أنس بوخش، هذه الظاهرة الإنسانية – الإعلامية، التي أعادت للحوار قيمته، من خلال تقديره للإنسان، وتقديم قيمة الحقيقة والوضوح على الترند والشو، اللذان أصبحا عملتا الإعلام حاليا.
أنس، حقيقي جدا، صريح وينفض الغبار عمن حوله، فلا يجد الضيوف بدا إلا أن يكونو على حقيقتهم معه.
لقاء أنس وأنغام كان ملحمة من الصراحة ونزع قشور النجومية عن شخصية، لها ما لها وعليها ما عليها. لكن تصريحاتها وانفتاحها كان درسا جديدا في التوقف عن ممارسة رياضة إصدار الأحكام على الأشخاص. فلكل منا جوانب مظلمة ومؤلمة في حياته تجعل منه من هو عليه اليوم. يمكن ألا يحظى بإعجاب وإجماع الجميع، المهم أنه نجى من ألمه، أو لا يزال يصارع للاستمرار في الحياة، وهذا أكبر إنجاز له.
