نظمت لجنة المناصفة والتنوع للقناة الثانية 2M الخميس 22 يونيو 2023 نقاشا من نقاشات الخميس التي تنظمها اللجنة اختيرله في هذه الدورة موضوع التحرش في مكان العمل: حوار، فاعليّة، وقاية
يعتبر التحرش في العمل آفة تبعث عواقبها على القلق ، تقوض الحقوق الأساسية للأفراد وتزيد من عدم المساواة داخل المجتمع. هذا الواقع الخبيث له تداعيات مدمرة على الصحة الجسدية والعقلية للضحايا ، ويعطل ديناميكيات الفريق ، ويعيق الإنتاجية ، بل ويؤثر على الاقتصاد. ومع ذلك ، من الضروري الإيمان بإمكانية التغيير والاعتراف بالدور الأساسي لكل فاعل مشارك.
يهدف هذا النقاش إلى تأسيس فهم مشترك للتحرش في العمل ، من خلال استكشاف مظاهره المختلفة ، سواء التحرش الجنسي أو النفسي أو التمييزي ، من خلال مراجعة الالتزامات القانونية والأخلاقية التي تقع على عاتق أصحاب العمل ، وحقوق وسبل الانتصاف للضحايا ، وكذلك أفضل ممارسات الإدارة الفعالة لقضايا التحرش. شهد هذا النقاش مشاركة مجموعة من الخبراء على وجه الخصوص علي سرحاني ، مستشار توظيف ومدير لشركة استشارات الموارد البشرية ، نسرين رودان ، محامية في نقابة المحامين بالدار البيضاء ، رضا محاسني أخصائي نفسي إكلينيكي ومعالج نفسي ، وكذلك مريم نصيري ، أخصائية برامج في هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب.
بالنسبة لعلي سرحاني ، القاعدة الأساسية في أي موقف هي أن تسمع من الطرفين. وأشار إلى أن مفهومي التكرار والنية أساسيان في تعريف التحرش في مكان العمل ، والذي يمكن تعريفه على أنه أي شكل من أشكال الضغط الذي يتم القيام به بشكل متكرر بهدف غير صحي. ويشير إلى أنه على الرغم من حقيقة أن التوظيف في تصورها المجتمعي يُنظر إليه على أنه سلعة نادرة بشكل متزايد ، فلا يوجد سبب للتسامح مع التحرش ، وإذا وجدنا أنفسنا في شركة تتسامح مع ذلك ، فهذا عمل لا ينبغي أن يبقى فيه.
من جانبه ، أشار رضا محاسني إلى الآثار النفسية والعواقب المترتبة على التحرش في العمل على الضحية والشركة ومكان العمل ثم على المجتمع. وفقًا له ، إذا أدركنا بالفعل أننا نتعرض للمضايقات في العمل ، فهذا يعني أننا في منتصف الطريق. هذا الإدراك بأننا في ديناميكية التحرش هو الخطوة الأولى نحو اتخاذ الإجراءات
.وذكرت نسرين رودان أن الوعي هو الذي يمكن من التحدث علانية ، وسلطت الضوء على الحاجة إلى الإعلام والتدريب ثم المعاقبة. كما أكدت على وجود إطار قانوني في هذا الصدد ، سواء من حيث مواد قانون العمل أو القانون الجنائي ، وهو إطار لا يزال أقل شمولاً من نظيره في البلدان الأخرى.
من ناحيتها استعرضت مريم نصيري التعريف الذي قدمته منظمة العمل للتحرش قبل تقديم الممارسات الجيدة والسياسات الداخلية وبرامج التدريب التي تعزز منع التحرش وخلق بيئة عمل شاملة تتسم بالمساواة ويحترم التنوع.
