اسم عبد الوهاب بنحدو، لا غبار عليه في مجال تصميم الأزياء، خصوصا الرجالية. منذ ظهوره في المجال، وهو القادم من مجال علم الاجتماع والتواصل، برز بنحدو من خلال نظرة متمردة على المجتمع. قدم أزياء تقليدية رجالية بتصاميم جريئة وألوان لم نعتد رؤيتها. ولأن طموحه غير محدود، أثرى المصمم المجال بمجموعات رجالية عصرية لم تخلو من الجرأة والإبتكار. ثم جاء توججه لتصميم الأحذية من أجل الإلمام بكل جوانب مظهر الرجل المغربي.
ولان النهم للابتكار لا يعرف الحدود، أطل علينا مؤخرا بإبداع جديد. مجموعة من العطور المتفردة، تماما ككل تصاميمه.
عبد الوهاب بنحدو مدافع شرس عن الهوية المغربية، عم الأصالة والإنفتاح. يرى الجمال في كل شيء حتى التوابل المنزلية. عشق تقطير “الزهر” بالطريقة المغربية الأصيلة، ومن هنا بدأ رحلة جديدة في عالم صناعة العطور. فكرة مجموعته العطرية تتجاوز المألوف، حيث قام بإضافة تفاصيل شخصية مثل الشاي الأخضر والحبق، ليقدم مجموعة ثرية وعبقة.
استغرقت رحلة الابتكار سنتين، حيث قام بالعمل على المجموعة الأولى « ليلة الزهر »، التي تجمع في قلبها قاعدة زهرية فريدة. ولاحقا، تم إطلاق أربعة عطور جديدة باسم « فيغيل » و « سونسيال » و « اسبيغل » و « كانديد »، كلها مخصصة للرجال وتتميز بنكهات عربية تعبر عن التراث المغربي مثل القرفة، الباديان، اللويزة والزعفران الحر.
كان الاختيار للنكهات العربية جزءا أساسيا من رؤية عبد الوهاب للحفاظ على التراث المغربي وترسيخ الهوية الثقافية. هذه النكهات المألوفة في التقاليد المغربية متاحة في كل بيت مغربي، واختيارها لتكون جزءا من عطوره يجسد انتمائه القوي للثقافة المحلية.
مكونات العطور التي استخدمها في هاته المجموعة تضم العود ، القرفة، الشيح، زعفران الحر، الريحان، الحبق، الكاراميل، الشكولاتة السوداء والتفاح الأخضر بأنواع مختلفة سكرية وحمضية وفاكهية. وقد تطلب تحقيق هذا الابداع التركيز واعتماد تقنيات متطورة للحصول على النتيجة المرضية المخطط لها.
اهتمام عبد الوهاب بالزي الرجالي من قناعته أن الرجل المغربي الذي لم يتحرر بالكامل من اختيار الألوان الجريئة، وهو المصمم المغربي لتحويل هذه الفكرة إلى واقع من خلال عطوره الجريئة والمعاكسة للاسماء المعتادة. يستخدم ألوان الزهور ليصبح لكل عطر لونه المميز، ويهدف إلى كسر الأفكار المسبقة حول تلك الألوان وجذب انتباه جمهور واسع.
إضافة لذلك، فإن عبد الوهاب يسعى إلى المساهمة في حفاظه على البيئة من خلال تجديد القارورات. يتيح للمستهلك إعادة تعبئة القارورة والاستفادة من تخفيض 20 بالمئة، وهي خطوة تأتي من إلتزامه القوي بالاستدامة والمحافظة على الطبيعة.
ينصح عبد الوهاب برش العطر فوق الملابس وليس فوق البشرة بكمية قليلة، لأن العطر يتفاعل مع البشرة بعد فترة من الزمن. ويؤكد أن العطر يتماشى مع جميع أنواع وألوان البشرة، والاختيار يكون حسب الشخصية والتفضيلات الشخصية، دون وجود جدول محدد لاختيار العطور.
يحتفظ الأستاذ عبد الوهاب بتفرده وروح الابتكار التي جعلت عطوره تنعكس فيها رؤية ثقافية مغايرة ومتجددة للرجل المغربي. فهو يضيف قيمة جديدة للصناعة العطرية من خلال تجسيد الهوية المحلية والحفاظ على البيئة والابتكار بطرق متجددة وجريئة.
استمعوا لتجربة عبد الوهاب بنحدو ورحلته في عالم العطور هنا:
