الابتزاز العاطفي هو نمط من السلوك الضار يستخدمه الأشخاص للسيطرة على الآخرين وتحقيق أهدافهم الشخصية عن طريق استغلال مشاعر الحب والولاء، بهدف تحقيق مكاسبه الشخصية والتحكم في الشريك الآخر، إضافة الى العواطف والعلاقات. يشمل الابتزاز العاطفي التلاعب العاطفي، التهديدات، الشتائم، الانتقادات المستمرة، التجاهل المتعمد، التهديد بالعزلة الاجتماعية، وغيرها من أشكال السلوك الضار.
غالبا ما تكون العلاقات العاطفية والزوجية بيئة خصبة لحدوث الابتزاز العاطفي، حيث يمكن للشريك السلبي استغلال حب وتقرب الطرف الاخر.
اكتشاف أن شريكك يبتزك عاطفيا قد يكون تحديا، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجود هذا النمط الضار في العلاقة. إليك بعض العلامات التي يجب أن تنتبه إليها:
- التحكم العاطفي: إذا كنت تشعر بأن شريكك يحاول التحكم فيك وفي قراراتك، ويستخدم العواطف لإجبارك على القيام بأشياء لا ترغب فيها، فقد يكون هذا علامة على الابتزاز العاطفي.
- الانتقاد المستمر: إذا كنت تتلقى انتقادات مستمرة وسلبية من شريكك، ويتم استغلال هذه الانتقادات للتحكم في سلوكك ومشاعرك، فقد يكون هذا أيضا نوعا من الابتزاز العاطفي.
- التهديدات والشتائم: إذا كان شريكك يلجأ إلى التهديد بفقدان الحب أو الانفصال، أو يلجأ إلى الشتائم والإهانات المستمرة، فهذا يمكن أن يشير إلى وجود ابتزاز عاطفي.
- العزلة الاجتماعية: إذا كنت تشعر بأن شريكك يحاول عزلك اجتماعيا وتقييد تواصلك مع الأصدقاء والعائلة، فقد يكون هذا طريقة للسيطرة علىك وتقليل دعمك الخارجي.
- الشعور بالذنب والاستسلام: إذا واجهت نفسك في حالة مستمرة من الذنب والاستسلام لمطالب شريكك، وتشعر بأنه لا بديل لديك سوى الموافقة على طلباته، فقد يكون هذا نتيجة للابتزاز العاطفي.
يترك الابتزاز العاطفي آثارا سلبية على الضحية، حيث يشعر الشخص المبتز بالقلق المستمر٫ التوتروفقدان الثقة في النفس. قد يعاني من انخفاض التقدير الذاتي، الاكتئاب، والقلق المستمر.
لمكافحته، من المهم التعرف على أنماط السلوك الضارة وتحديد الحدود الشخصية للوقاية منه. كما يجب على الضحية البحث عن الدعم النفسي والمساعدة، سواء من أفراد العائلة أو المقربين أو الخبراء المتخصصين. يجب أيضا تعزيز الوعي بأهمية الاحترام والتواصل الصحيح في العلاقات الشخصية والمهنية.
في الحالات التي تشك فيها أن شريكك يبتزك عاطفيا، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:
- توعية نفسك: عليك إدراك مفهوم الابتزاز العاطفي والعلامات التي تشير إليه، حيث ستساعدك المعرفة على التعرف على السلوكيات الضارة.
- البحث عن الدعم: تحدث مع أصدقاء مقربين أو أفراد عائلتك تثق بهم، وشاركهم مخاوفك وتجاربك. قد يقدمون لك الدعم والمشورة.
- التواصل الصريح: حاول التحدث إلى شريكك بصراحة حول مخاوفك واحتمالية وجود الابتزاز العاطفي. قد يكون من المفيد أن تعرض له بعض الأمثلة على السلوكيات التي تقلقك.
- وضع الحدود: ضع الحدود الشخصية واجعلها واضحة لشريكك. قد تحتاج إلى الوقوف ضد المطالب غير المعقولة والمساومة على حقوقك واحتياجاتك.
- البحث عن مساعدة مختصين: في بعض الحالات، قد تحتاج إلى استشارة متخصصة مثل مستشار زواج أو معالج نفسي للحصول على المساعدة والتوجيه في التعامل مع الابتزاز العاطفي.
من المهم أن تتذكر أنك تستحق الاحترام والمعاملة الصحية في أي علاقة تعيشها. لا تتردد في البحث عن الدعم والمساعدة اللازمة للتعامل مع هذا النوع من السلوك الضار والحفاظ على صحتك النفسية، العاطفية والعلاقة بشكل عام.
التصدي للابتزاز العاطفي مهم لتحسين جودة الحياة، وتشجيع الأفرادعلى إنشاء بيئات صحية ومحترمة تسمح للجميع بالعيش بحرية وسلام.
بقلم شهرزاد شبوغ
