اضطراب التعلق أو التعلق العاطفي، هو حالة نفسية تتسم بروابط عاطفية مكثفة وشديدة مع الآخرين. تعتبر هذه الروابط أساسية للشعور بالأمان والثقة الذاتية. يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التعلق من القلق المفرط والاعتماد الشديد على العلاقات الشخصية. يؤثر هذا الاضطراب على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية.
يتميز اضطراب التعلق بنمط سلوكي يتمثل في الحاجة الملحة للقرب من الشخص العزيز والتمسك الشديد به، مع الشعور بالقلق الشديد عند الانفصال أو الابتعاد عنه. يعتمد الأشخاص المصابون بالاضطراب على العلاقات لتلبية احتياجاتهم العاطفية والاستقرار النفسي، وبالتالي يعانون من صعوبة في الاستقلالية وتطوير العلاقات الصحية.
من أجل فهم أفضل لاضطراب التعلق، يجب النظر في الأسباب المحتملة وراء ظهوره. قد يكون للتجارب السابقة في الطفولة والعلاقات المبكرة تأثير كبير على تطور هذا الاضطراب . قد يشمل ذلك تجربة الإهمال أو الانفصال المبكر عن شخص مهم. كما أن العوامل الوراثية والبيئية يمكن أن تلعب أيضا دورا في تطور هذا الاضطراب.
استشارة أخصائي نفسي ضرورية لتقييم الأعراض، تشخيص ومعالجة اضطراب التعلق بشكل صحيح وتوجيه العلاج المناسب. قد يشمل العلاج تقديم المشورة النفسية وتعلم استراتيجيات التحرر.
العمل مع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التعلق يتضمن تعلم استراتيجيات التحرر من الاعتماد الشديد على العلاقات وتعزيز الاستقلالية الذاتية. يتم تعزيز الوعي بالاحتياجات والرغبات الشخصية وتطوير القدرة على التعامل مع الانفصال والقلق بشكل أكثر صحة وتوازنا.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون العلاجات المعرفية السلوكية والعلاج النفسي الديناميكي وسيلة فعالة للتعامل مع هذا الاضطراب. تساعد هذه العلاجات في تحليل الأنماط السلوكية والعقلية الضارة وتعزيز التغيير الإيجابي.
إلى جانب العلاج النفسي، قد يكون من المفيد الانضمام إلى مجموعات الدعم أو الانخراط في الأنشطة الاجتماعية التي تعزز التواصل الصحيح وتعلم المهارات الاجتماعية الأساسية.
ينصح بالتعامل مع هذا الاضطراب بشكل شامل، ومتعدد الجوانب لتحقيق الشفاء النفسي والعاطفي.
بقلم شهرزاد شبوغ
